يتدخل المناخ في البناء العمراني والتخطيط الحديث للمباني بشكلٍ مباشر ويظهر هذا في العديد من الجوانب، حيث يلعب المناخ دورًا بارزًا في اختيار المناطق المُناسبة للمشروع المرغوب ببنائه، والشكل الذي سوف يكون عليه المشروع، في الوقت الذي تُعد فيه الرياح من العناصر المناخية البارزة التي يتم مراعاتها من قبل المصممين عند التخطيط العمراني، لهذا سنقوم في مقالنا بالحديث عن كيفية تدخل المناخ في البناء العمراني.
تدخل المناخ في البناء العمراني
يقوم المهندسون بمراعاة عوامل التوازن والتوافق عند تصميم المشاريع على اختلافها، لهذا فهم يضعون المحددات البيئية المحيطة نصب أعينهم دائمًا لدورها في توفير الأمان والراحة والخصوصية والاستدامة في المباني، حيث تلعب المؤثرات المناخية والبيئية دورًا بارزًا في تحديد شكل وارتفاع المباني، ونوعية المواد التي يجب استخدامها في البناء، بالإضافة إلى شكل النوافذ ونوع النباتات المستخدمة وغيرها من التفاصيل الأخرى.
كما يُمكن إبراز تدخل المناخ في البناء العمراني في أربع عناصر يقوم المصممون بدراستها دائمًا عند التخطيط العُمراني، وهي:
- درجة الحرارة وكمية الإشعاع الشمسي.
- قوة الضغط الجوي والرياح.
- درجة الرطوبة.
- كمية المطر ونوعه.
تأثير المناخ على العمران
يتدخل المناخ في البناء العمراني بشكلٍ مُباشر، يظهر هذا في الارتباط الوثيق ما بين التخطيط للمشاريع العمرانية وما هو سائد من خصائص مناخية، وهذا ما يجعل تخطيط المُدن الواقعة في المناطق الباردة يختلف عن تخطيطها في المناطق الحارة والمناطق الرّطبة، وفيما يلي نستعرض هذه الفروقات:
التصميم للمناطق المعتدلة
إن اعتدال المناخ في الكثير من المناطق يمنح مرونة عالية وحرية أكبر عند تصميم المنشآت فيها، إذ إن المباني في هذه المناطق لا تكون بحاجة للكثير من المتطلبات الخاصة، ولكن على الرغم من ذلك، تتأثر هذه المباني بالأنماط والمعالجات الهندسية المعمول بها في المناطق المناخية المختلفة المجاورة، كما أن مدى قرب أو بعد المناطق المعتدلة عن المناطق الأخرى يعد عاملًا مهمًا في تحديد درجة التأثير على التصاميم.
التصميم للمناطق الحارة والرطبة
يبرز تدخل المناخ في البناء العمراني في المناطق الحارة الرطبة، حيث إنه يساهم في زيادة المساحات المظللة وفصل المباني عن بعضها لتوفير درجات تهوية أعلى، بالإضافة إلى دوره في زيادة الاعتماد على المساقط المفتوحة بأكبر قدر ممكن، علاوةً على استخدام أسقف تسمح للهواء أن يمر بسهولة منها مع وجود تظليل مناسب فيها.
كما أن التصميم للمناطق الحارة الرطبة يراعى فيه أيضًا أن تكون المباني مرتفعة عن سطح الأرض، حتى يستطيع الهواء الجريان حول المبنى من الجهات الأربعة ومنع تأثر المبنى بمياه الأمطار، مع استخدام مواد البناء التي لا تقوم بتخزين الحرارة ولا تسمح لها بالنفاذ مثل الخشب.
التصميم للمناطق الحارة والجافة
إن التصميم للمناطق الحارة والجافة، يعتمد على معالجات بيئية عديدة، من أهمها: الاعتماد على مواد البناء التي تقوم بامتصاص الحرارة بشكل بطيء خلال النهار وتقوم بفقدها في الليل، بالإضافة إلى تقليل المساحات الخاصة بالواجهات الخارجية التي تتعرض للحرارة الخارجية، مع تقليل مساحة وعدد الفتحات الخارجية ووضعها بأماكن مرتفعة من الجدران، وغيرها الكثير من المعالجات التي تؤثر بشكل مباشر على التصميم المعماري لأيّ مبنى يقع في منطقة حارة وجافة.
تأثير المناخ على التخطيط العمراني
يُمكن تلخيص تأثير المناخ على التخطيط العمراني في مجموعة من العوامل الرئيسية، التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند المضي قدمًا في إنشاء مشروع أو بناء في أيّ مكان، حيث تساهم هذه العوامل في الحصول على مبانٍ أكثر استدامة، وقادرة على تقديم معيشة مُناسبة للسّكان وأقل خطورة، وفيما يلي نستعرض هذه العوامل:
- موقع البناء: تلعب عناصر المناخ المتعدد دورًا بارزًا في تحديد موقع البناء المُناسب، وهذا ما يجعل بعض المناطق مُناسبة للمنشآت السكنية، بينما غيرها تُناسب نوعًا آخرًا من المنشآت.
- • المواد المستخدمة: يبرز تدخل المناخ في البناء العمراني في المواد المستخدمة في الإنشاء، فالمواد المناسبة للبناء تختلف بناءً على اختلاف البيئة المناخية.
- شكل البناء وخصائصه: حيث تلعب العناصر المناخية المختلفة في تحديد شكل البناء وخصائصه بشكل مباشر، يمكن ملاحظة هذا في الواجهات الخارجية للمباني ومدى ارتفاع الأسقف وأماكن التهوية والنوافذ وغيرها.
في نهاية مقالنا نكون قد تحدثنا عن تدخل المناخ في البناء العمراني، وقمنا باستعراض أهم العوامل التي تُبرز تأثر التصاميم المعمارية بالمناخ.
ونحن في شركة ACUD التي تعتبر أفضل شركة انشاءات وتطوير عمراني، نعتمد أحدث الطرق الهندسية في البناء المستدام والذي يراعي العوامل المناخية المختلفة، رغبةً منا في توفير مساكن وأبنية مُناسبة وآمنة تمامًا.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن خدمات شركة ACUD يمكنكم التواصل معنا من هنا.
